اعترافات خائن وعميل




لا تفتحوا لي بابًا
..لا تنصتوا لي
أنا المأجورُ.. الخَائِنُ.. العَميل.
استأجرتني حُريةُ الصَوتِ والصَمتِ والعِبادَة.
استأجرني حقُ الكلامِ والسكوتِ وتنظيم الأحزاب.
استأجرني حق الغطاءِ والكِساءِ والموتِ
ومُحاسَبَةِ الملائكةِ وسائقِ الميكروباص.
استأجرني يومي..
أُنفقه كيفما أشاء.

آمنتُ بحريتي
وسِرتُ في طَريقها حَد الجوعِ
والموتِ إن أراد رب السلاح.

لا تفتحوا لي بابًا
.. لا تنصتوا لي
أنا الخَائنُ لمبادئِ السَمعِ والطَاعةِ،
لرشوة الضُباطِ، وموظفي الأحوالِ المدنية.
لمحرري الحوادثِ في الصُحف القَومية.
أنا الخَائنُ لقوانينِ القوةِ وأحَاديثِ الضُعفَاء.
للقُضاةِ حين يأكلون من قَبضةِ السلطانِ.
لخفةِ اليدين.. ومُكَافَآتِ نَهايةِ الخِدمة.
للوطنِ حين يُصبحُ مَقبرةً للجنودِ.
وللدبابة حين تُواجِه المقهى.

بلادٌ لا تنتصر للحريةِ..
ليست بلادي
بلادٌ يحترفُ مواطنوها الصمتَ حينما يَجبُ الكَلام..
ليست بلادي
بلادٌ.. تُسلمُ آذانَها للكَذبةِ والمأجورين وعُملاء الأجهزة..
ليست بلادي
بلادٌ يصبحُ القَضاءُ فيها بَابًا للرزقِ..
ليست بلادي.

فلا تفتحوا لي بابًا
..ولا تنصتوا لي

أنا العميلُ للخائفين من ظهورٍ مفاجئٍ لأمين الشرطة.
للفقراءِ وعُمالِ اليومية..
للأُجراءِ في أرضٍ كلُ مافيها ملكٌ لهم.
لدماءٍ سالت بغير حق

تعليقات